النهر يجري صامتا
متناثرا
عبر الدروب
ستون عاما
والجراح جراحنا
والجراح جراحنا
والحزن يعتصر القلوب
كلماتنا
أشواقنا
دمع غزير
لا يجفّ
ولا يهون
فالدار تبكي والسنون
يا أيها النهر الجريح
يا أيه البحر الذي رسموا على شطيه
صورة نجمة
وحطام مجد
ألقوه ظلما في مهبّ الريح
في جزر ومدّ
ستون في ستين مرّت وانقضت
وسفينة الأحلام تائهة
على جنباته
والبدر منطفئ
وشمس الكون شاحبة
على وجناته
أشعارنا كعيوننا تبكي
فهل صار البكاء لنا هدف؟!
أبكي
وفي صدري جراحات لا تنام
الدرب خال
لا أمان
ولا سلام
والعقل ضلله الكلام
والفجر يطوي جرحه
ويئنّ
من لدغ الظلام
وجوى يزلزل خاطري
والبؤس ملء محاجري
يا إخوتي
فبرغم أنفي اليوم
أدمنت الصيام
والبحر دام
قد تغلف بالقتام
والنهر من نار الكآبة قد نزف
متسلطون وساقطون
ألقوا بنا للنائبات وللمنون
ذبحوا الأنين وأوصلونا للعدم
سكبوا الدموع كأنهم.....
ذاقوا المرارة والألم
والناس في جوف الظلام
تقوقعوا
فكأنهم
أعجاز نخل خاوية
والنار
تلتهم القلوب الواهية
هم باسمنا
نصبوا المشانق والسجون
أعموا القلوب عن الهدف
سقطت جميع الأقنعة
وبدت أمام الناس سوءتهم
وعرفت سرّ الجعجعة
يتحدّثون عن الشعوب .....
يتشدقون عن الخطوب ....
قد أسكنونا في الضياع
وأوهمونا بالترف
فإذا تنادوا باسمنا
فكأن يوم وداعنا منّا قد أزف